نعيش يوم الثامن والعشرين من شهر رمضان الكريم وحديث شريف يحمل كل معانى رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده.
عن ابن عبس رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة" . رواه البخارى ومسلم فى صحيحهما .
إنظر إلى عظيم لطف الله تعالى وتأمل الألفاظ لفظ عنده، إشارة إلى الإعتناء ولفظ كاملة للتأكيد
قوله صلى الله عليه وسلم كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
وروى عن البزار فى مسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال الأعمال سبعة: عملان موجبان ، وعملان واحد بواحد، وعمل الحسنة بعشرة ، وعمل الحسنة فيه بسبعمائة ضعف وعمل لايحصى ثوابه إلا الله ، فأما العملان الموجبان فالكفر والإيمان .. فالإيمان يوجب الجنة والكفر يوجب النار، وأما العملان اللذان هما واحد بواحد فمن هم بحسنة ولم يعملها كتبها الله حسنة ومن هم بسيئة فلم يفعلها كتبها الله حسنة، وأما العمل الذى بعشر حسنات فعمل الحسنة لقوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) الأنعام :160 وأما العمل الذى بسبعمائة ضعف، فدرهم الجهاد فى سبيل الله قال الله تعالى (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مئة حبة ) البقرة : 261 وقال تعالى (وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) النساء:40
فدلت الآية والحديث على قوله صلى الله عليه وسلم أضعافا كثيرة، فالعشر والسبعمائة ليست للتحديد فالله يضاعف لمن يشاء ويعطى من لدنه مالا يعد ولا يحصى فسبحان من لاتحصى آلاؤه ولاتعد نعماؤه فله الشكر والنعمة والفضل ، أما السابع فهو الصوم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(قال الله عز وجل كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به ، والصيام جنة ،وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى إمرؤ صائم والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقى ربه فرح بصومه )
------------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي
